قم بمشاركة المقال
لا يزال صدى الكارثة التي خلفها إعصار دانيال، بمدينة درنة شرقي ليبيا مستمرا حتى اليوم، نظرا لارتفاع أعداد الوفيات والمفقودين والمشردين، والدمار الهائل الذي لحق بالبنية التحتية - حسب التقديرات الأولية وصل عدد الوفيات إلى 11 ألف شخص وهناك المزيد، فيما أعلنت حالة الطوارئ في المناطق المنكوبة لمدة عام.
عاصفة التنين تلحق دانيال
اقرأ أيضاً
وخلف إعصار دانيال كارثة إنسانية وبيئية كبيرة في جنوبي اليونان وشرقي ليبيا قبل أن تنخفض حدته عند دخول الحدود الشمالية الغربية المصرية، هذه الكارثة جعلت عدد كبير من شعوب المنطقة خاصة مصر لديهم تخوفات من حالة الطقس خلال الأيام القادمة، خاصة مع انتهاء فصل الصيف ودخول الخريف، حيث تتغير حالة الطقس تماما.
وذكرت الهيئة العامة للأرصاد الجوية، أنه من المتوقع أن تعود عاصفة التنين إلى مصر في الأيام المقبلة وتحديدا خلال فصل الخريف، الذي يبدأ فلكيا يوم 23 من شهر سبتمبر الجاري ولمدة ثلاثة أشهر، حيث سيكون معدل الأمطار في هذا الخريف أعلى منه في السنوات الماضية.
اقرأ أيضاً
وتحدث عاصفة التنين، نتيجة التقاء منخفض ليبيا الحار القادم خلال فصل الخريف من الصحراء الكبرى، وما يتبعه من تقلبات جوية مختلفة، مع منخفض بارد قادم من جنوب أوروبا على البحر المتوسط، وهو ما يؤدي إلى انخفاض في درجات الحرارة، إضافة إلى تكاثر السحب العالية والمتوسطة التي تؤدي إلى سقوط الأمطار بكميات كبيرة، مما يترتب عليه عدد من الكوارث البيئية.
وتعرضت مصر عام 2020، لما يطلق عليها إعلاميا بـ"عاصفة التنين"، إذ شهدت البلاد خلالها سقوط أمطار غزيرة وصلت لحد السيول أحيانا، وصاحبها انخفاض ملحوظ فى درجات الحرارة ونشاط واضح للرياح.
اقرأ أيضاً
خسائر بشرية ومادية كبيرة
وتسببت وقتها عاصفة التنين في خسائر بشرية ومادية، حيث ضربت أمطار رعدية وسيول القاهرة وعددا من المحافظات ما أدى إلى وفاة 20 مواطنا، في حين أغلقت الحكومة ممثلة في وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، المدارس؛ خوفا على حياة الطلاب، كما أغلق عدد من المطارات منها: الأقصر الدولي وشرم الشيخ.
وفي هذا الصدد، قالت الدكتورة منار غانم، عضو المركز الإعلامي لهيئة الأرصاد الجوية، إن لا يمكن التنبؤ خلال الفترة المقبلة بما إذا كانت عاصفة "التنين" سوف تعود مرة أخرى إلى مصر أم لا، لكن مع بداية الخريف الذي يعد فصل التقلبات الجوية، من المتوقع أن تحدث عواصف جوية أخرى نتيجة الاحترار العالمي والتغيرات المناخية التي تتسبب في حدوث تطرف مناخي بشكل كبير.
وأضافت "غانم" - خلال تصريحات لها، أن هناك حالة من الاستقرار في معدلات درجات الحرارة بمختلف أنحاء الجمهورية، موضحة أن الفترات الحالية تشهد استقرارا كبيرا في الحالة الجوية، مشيرة إلى أن المواطن يشعر بارتفاع في حرارة الجو خلال فترة الظهيرة، وأن الحرارة قد تكون مرتفعة أحيانا على السواحل الشمالية وشمال وجنوب الصعيد.
وتابعت أن المواطنين بدأوا في الفترة الحالية يشعرون بانخفاض تدريجي في درجات الحرارة ليلا، مشيرة إلى أن هناك انخفاضا ملموسا في درجات الحرارة في فترات الليل، حيث بدأت تسجل مناطق السواحل الشمالية 23 درجة مئوية ليلا.
انخفاض في درجات الحرارة
ويعود سبب تسميتها بعاصفة التنين، نتيجة شكل المنخفض الجوي الذي يظهر على شكل تنين في الخرائط، ليصفه رواد مواقع التواصل الاجتماعي بذلك ويعرف إعلاميا بذلك الاسم، فيما يشهد فصل الخريف وبدايات الشتاء عموما تغيرات جوية ملحوظة نتيجة المنخفضات الجوية المتوسطة.
وسبق، وكانت قد شهدت مصر أقوى عاصفة وأطلق عليها اسم "عاصفة التنين" في أكتوبر 2019، واشتدت العاصفة التي انتقلت إلى غرب البحر الأبيض المتوسط مع تحركها فوق مصر، مما أدى إلى انتشار أمطار غزيرة وعواصف رعدية في الأجزاء الشمالية من البلاد.
وتسببت عاصفة التنين حينها، في هطول أمطار، تراوحت بين 25 و50 ملم "1-2 بوصة" في شمال مصر، أدت إلى ملء الشوارع بالمياه خاصة في المناطق الحضرية والمنخفضة، كما تسببت في حدوث تسربات في المباني.
من جانبها أكدت السلطات الليبية، أن الأضرار التي تعرضت لها مدينة درنة نتيجة الإعصار المدمر الذي ضربها بلغت حتى الآن تدمير 6142 مبنى، منها 1500 مبنى متضرر.
ونقلت وكالة الأنباء الليبية، عن بيان فريق الطوارئ الليبي في إحصائية أوليّة، أن عدد المباني المدمرة بمدينة درنة بشكل كامل بلغ 891 مبنى، بينما المباني المدمرة بشكل جزئي بلغت 211 مبنى، في حين قدرت المباني التي غمرها الوحل بحوالي 398 مبنى.
كارثة دانيال في مدينة درنة
وأشار البيان، إلى أن المساحة الإجمالية للمنطقة التي غمرتها السيول والفيضانات في درنة قدرت بــ6 كيلو مترات مربعة، فيما تواصل فرق البحث والإنقاذ عملها داخل المدينة المنكوبة التي تعج شوارعها بالجث وتفوح منها رائحة الخراب والدمار.
وضربت العاصفة "دانيال" شرقي ليبيا مطلع الأسبوع الماضي، ولا سيما بلدة الجبل الأخضر الساحلية وبنغازي، حيث تم إعلان حظر التجول وإغلاق المدارس، وهو ما أسفر عن وقوع العديد من الضحايا والمصابين، بالإضافة إلى الخسائر المادية الواقعة في البلاد.