قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

نذر الشؤم تتضاعف وتثير رعب الملايين.. عشر دول عربية على رأسها الأردن، تدخل في دائرة الخطر من زلزال عنيف قد يدمر كل شيء ويمحيه تمامًا في هذا الموعد!!

نذر الشؤم تتضاعف وتثير رعب الملايين.. عشر دول عربية على رأسها الأردن، تدخل في دائرة الخطر من زلزال عنيف قد يدمر كل شيء ويمحيه تمامًا في هذا الموعد!!
نشر: verified icon هنادي مكرم 16 سبتمبر 2023 الساعة 12:30 صباحاً

تسبب زلزال المغرب في كارثة مدمرة أودت بحياة الآلاف من الأشخاص وأثارت مخاوف واسعة في المنطقة العربية من احتمالية وقوع زلازل مماثلة في بلدانهم. ويأتي هذا الخوف بعد زلزال الحوز الذي وقع قبل بضعة أشهر في تركيا وسوريا وأسفر عن سقوط عدد كبير من الضحايا، وهو ما يعكس النشاط الزلزالي في الشرق الأوسط بصفة عامة.

وبناءً على هذه المعطيات، تطرح العديد من الأسئلة حول الدول العربية التي تعرضت لأكبر نشاط زلزالي، سواء من حيث الجغرافيا أو سجل الزلازل السابقة، بالإضافة إلى مدى استعداد تلك الدول للتعامل مع مخاطر الزلازل وتخفيف آثارها، خاصةً بالنظر إلى الخسائر البشرية والمادية الهائلة التي تسببها الزلازل العنيفة.

من الناحية النظرية والجغرافية، تقع العديد من الدول العربية ضمن ثلاثة أحزمة زلزالية رئيسية، وهي:

1- الحزام الزلزالي الأسيوي-الأوروبي: يمتد من جبال الهيمالايا في آسيا ويمر عبر إيران والعراق وباكستان وصولاً إلى القارة الأوروبية.

2- الحزام العربي-الأفريقي: يمتد عبر البحر الأبيض المتوسط ويمر عبر السواحل التركية ولبنان وسوريا والأردن وصولاً إلى مصر وقد يمتد إلى دول المغرب العربي.

حزام الكسارة الشرقية في القارة الأفريقية يمتد من لبنان وسوريا وفلسطين والأردن ويصل حتى سلاسل جبال غرب البحر الأحمر وحتى أديس أبابا. لا توجد دولة في الوطن العربي بمنأى عن الزلازل. وفقًا للدكتور عبد الله محمد العمري، المشرف على مركز الدراسات الزلزالية ورئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض، هناك صفائح تكتونية نشطة بين الحين والآخر، وتسبب زلازل بقوة مختلفة. الصفائح التكتونية تمثل الطبقة الخارجية لسطح الأرض وتتحرك ببطء بين القشرة الأرضية والطبقة الصلبة الأخرى. هذا الحركة البطيئة تسبب الزلازل والبراكين وتشكل التضاريس على مر الزمن. هناك تسع صفائح رئيسية بحجم القارات وصفائح ثانوية أصغر. الصفيحة العربية تتصادم مع الصفيحة الأوراسية والنتيجة هي حدوث زلازل في إيران والعراق.

تتصادم الصفيحة العربية مع الصفيحة الأوراسية والأفريقية، وتحدث الزلازل في تركيا مثلما حدث في فبراير الماضي.

في حال التوجه غرباً، نجد أن الصفيحة الأفريقية تصطدم بالصفيحة الأوراسية في المناطق قبالة قبرص وما حولها، وتحدث زلازل في اليونان وبحر إيجة.

أما فيما يتعلق بالمغرب الغربي، فإن منطقة النشاط الزلزالي تزداد من الجزائر اتجاهاً للغرب. وتتعرض المنطقة لعدة زلازل، مثل زلزال الأصنام في الجزائر عام 1980 وزلزال أغادير في عام 1960 وزلازل أخرى في التاريخ. وعلى الرغم من ندرة حدوث الزلازل في هذه المنطقة، إلا أنها عادة ما تكون كارثية عند وقوعها، كما حدث في الزلازل المذكورة والزلزال الحالي.

أما في خليج السويس، فلا تحدث به زلازل كثيرة مقارنة بخليج العقبة، وذلك لأن العقبة تربط البحر الميت بالبحر الأحمر.

وعند التوجه جنوباً، نجد خليج عدن حيث تلتقي ثلاثة أذرع زلزالية في هذه المنطقة.

إن الخطر الزلزالي في تلك المناطق متوسط القوة، ولكنه قوي من حيث التأثير.

ويوضح المشرف على مركز الدراسات الزلزالية ورئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض، في معرض حديثه مع موقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية" أن الخطر الزلزالي في المنطقة العربية "متوسط الحدوث"، لكن تأثيراته عادة ما تكون قوية نظراً لعدم الاستعداد التام في الوطن العربي لهذه الكوارث وكيفية التعامل مع الخطر الزلزالي بالشكل المطلوب، وفي ضوء انعدام الثقافة لدى المجتمع، فضلاً عن عدم توافر كود البناء في كثير من الدول العربية التي لم تأخذ بعين الاعتبار معاملات الأمان الزلزالي بدقة عالية.

ويتابع: "لا توجد حقيقة صرامة كافية في تطبيق كود البناء في الدول العربية مثل الدول الأوروبية والولايات المتحدة من أجل تخفيف مستوى الخطر الزلزالي، داعياً في الوقت نفسه إلى ضرورة تنظيم مؤتمرات سنوية وورش عمل تتعلق بتخفيف المخاطر الزلزالية، تخرج تلك الملتقيات بتوصيات محددة في مسألة تبادل المعلومات وعمل خرائط زلزالية موحدة، بدلاً من أن تعمل كل دولة عربية على حدة وبمنأى عن الدول الأخرى بما يهدد بنقص البيانات والمعلومات.

الصفيحة العربية

وبحسب هيئة المساحة الجيولوجية السعودية، فإن "الصفيحة العربية" هي إحدى الصفائح المكونة للقشرة الأرضية، وتتحرك باتجاه الشمال الشرقي نتيجة لاندفاع مواد من باطن الأرض على طول أخدود البحر الأحمر الذي يتسع سنوياً بمعدل (15) مليمتر تقريباً ما يتسبب في حدوث عديد من الزلازل حول حدودها مع الصفائح المحيطة بها، كما نشاهد على امتداد حوافها الشرقية والشمالية الشرقية المشكلة لجبال زاجروس في إيران أو على امتداد حوافها الشمالية في تركيا.

والصفيحة العربية (Arabian Plate)‏ تمثل منطقة جغرافية تمتد في جزء من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتمتد من منطقة البحر الأبيض المتوسط إلى الخليج العربي ومن شمال تركيا إلى جنوب السودان.

تعتبر هذه المنطقة واحدة من أكثر المناطق نشاطًا في العالم من حيث الزلازل، وذلك بسبب تصادم صفيحة العربية مع صفيحة الهند وصفيحة أفريقيا. يتميز نظام الزلازل في صفيحة العربية بالتعقيد، وقد يؤدي إلى حدوث زلازل كبيرة ومدمرة.

يوضح الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في القاهرة، في تصريحاته لموقع "اقتصاد سكاي نيوز عربية"، موقف بعض الدول العربية من النشاط الزلزالي، سواء بسبب تواجدها في مناطق تقاطع الصفائح أو بسبب ارتباطها بنقاط التلاقي بينها، ويتضمن ذلك:

تحتل سوريا المرتبة الأولى بين الدول العربية من حيث النشاط الزلزالي، وذلك بسبب قربها من تركيا التي تحتل المرتبة الثانية من حيث النشاط الزلزالي في الدول الواقعة في حلقة النار في المحيط الهادئ، مثل إندونيسيا واليابان. تقع تركيا بالقرب من الكثير من الصدوع الرئيسية، وتتأثر سوريا بذلك كما حدث في زلزال فبراير الماضي. وعلاوة على ذلك، تحتوي سوريا على بعض الفوالق، ولكنها تتأثر بشكل كبير بتأثير تركيا بسبب الجوار بينهما.

تدخل المغرب أيضًا في خارطة النشاط الزلزالي، وذلك بسبب موقعه على البحر المتوسط ووجود فواصل بين الصفيحة الأفريقية والصفيحة الأوروآسيوية. ولذلك، فإن معظم الزلازل في المغرب تحدث على السواحل.

هناك مناطق أخرى في المغرب تتأثر بالفوالق بسبب تداخل الصفائح الأفريقية والعربية، وهو التداخل الذي يسبب الضغط وتشكل الجبال في المغرب.

بالإضافة إلى ذلك، يوجد فالق كبير في جبال الأطلس يمتد من أغادير وحتى الداخل المغربي بالقرب من مراكش، ويمتد أيضًا نحو الجزائر والبحر المتوسط. وقد حدث زلزال في نفس الفالق في أغادير في عام 1960 بقوة 6.8 درجة. وعلى الرغم من أن الزلزال الحالي نشأ على نفس الفالق، إلا أنه كان بعيدًا عن أغادير ومراكش بمسافة تقدر بحوالي 100 كيلومتر.

تعتبر بعض الدول العربية الأخرى أكثر عرضة للنشاط الزلزالي، مثل اليمن وجيبوتي والصومال في منطقة خليج عدن، وهذه المنطقة تشهد نشاطًا زلزاليًا أقل من منطقة المغرب.

تُعَدُّ مصر ولبنان وسوريا وفلسطين والأردن جزءًا من منطقة حزام الزلازل بسبب وجود خليج العقبة وقناة السويس والبحر الأحمر في هذه المنطقة. وتعتبر خليج العقبة وقناة السويس النشطة بشكل خاص في هذا السياق.

تعتبر مدينتا شرم الشيخ والغردقة في مصر ومنطقة البحر الميت في الأردن ولبنان وفلسطين أيضًا عرضة للنشاط الزلزالي، وذلك بسبب وجودها على الفالق الذي يمتد من الأخدود الأفريقي العظيم.

يشير الخبراء إلى أن الزلزال يمكن أن يحدث في أي دولة وفي أي مكان، ولكن عادة ما تحدث الزلازل بنسبة 90 في المئة في المناطق التي تشهد اصطدام الصفائح القارية أو الفوالق. وبالإضافة إلى الدول العربية المذكورة، يمكن اعتبار مصر وليبيا والجزائر وتونس أكثر الدول العربية عرضة للنشاط الزلزالي بسبب موقعها على البحر المتوسط، الذي يعتبر الحدود بين أوروبا وأفريقيا. ويجدر بالذكر أن هذا الفاصل يقطع المغرب نفسه، بينما تبعد مصر حوالي 700 كيلومتر عن الساحل المصري.

بالنسبة للدول الخليجية، يؤكد أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية في القاهرة أنها تتأثر بسبب قربها النسبي من إيران، وهي دولة تشهد نشاطًا زلزاليًا. وتشهد البنان وفلسطين والأردن أيضًا حالة مشابهة على البحر الميت.

إيران هي إحدى الدول الأكثر عرضة للزلازل في العالم، وتاريخها مليء بالكوارث الطبيعية. ومن بين أسوأ هذه الزلازل كان في عام 1990، حيث أودى بحياة أكثر من 40 ألف شخص.

تعرف الفوالق بأنها تصدعات أو شقوق تحدث في الصخور في قشرة الأرض، نتيجة لحركة انزلاق نسبي للكتل المتاخمة من طبقات الصخور. يمكن أن تحدث هذه الحركة سواء عمودياً (أعلى/أسفل) أو أفقياً (جانباً إلى جانب). وتكون هذه الحركة نتيجة للضغوط والقوى التي تؤثر على قشرة الأرض، بسبب تحركات الصفائح التكتونية وغيرها من العوامل الجيولوجية.

هنادي مكرم

هنادي مكرم

صحفي متعدد المواهب، يعمل في كتابة المقالات والأخبار في مجالات متنوعة مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد