قم بمشاركة المقال
في مشهد مروع، انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر وجود العديد من جثث الأطفال التي تطفو فوق مياه البحر بالقرب من شاطئ مدينة درنة في ليبيا. توفوا جميعهم جراء الفيضانات القوية التي ضربت المدينة.
في الفيديو، الذي تم تصويره من مكان مرتفع في المدينة، يمكن رؤية جثث الأطفال التي تتجمع بالقرب من بعضها البعض. تتلاطم الجثث مع ارتفاع وانخفاض الموجات. هذا المشهد المروع يعكس حجم الكارثة التي تعرضت لها المدينة.
اقرأ أيضاً
وانتشر أيضًا مقطع فيديو آخر يظهر لحظة قذف البحر لعدد من جثث الضحايا إلى الشاطئ. هؤلاء الضحايا تم ابتلاعهم من قبل البحر جراء الفيضانات القوية.
في هذا الوقت، يبحث سكان مدينة درنة عن أقاربهم المفقودين. يناشد عمال الإنقاذ توفير المزيد من أكياس الجثث للتعامل مع العدد الهائل من الضحايا الذين تسببت الفيضانات في وفاتهم وجرفهم إلى البحر.
اقرأ أيضاً
تعرضت مساحات واسعة من المدينة الساحلية للدمار بسبب السيول الناجمة عن العاصفة القوية التي ضربت مجرى نهر جاف عادة مساء الأحد. تسبب انهيار السدود في المدينة في انهيار مبانٍ متعددة الطوابق كانت تحتضن العديد من العائلات أثناء نومهم.
تقديرات المسؤولين تشير إلى أن عدد المفقودين يبلغ عشرة آلاف شخص، بينما ذكر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة أن العدد لا يقل عن خمسة آلاف.
اقرأ أيضاً
أكد طارق خرز، المتحدث باسم السلطات الشرقية، أنه تم انتشال 3200 جثة حتى الآن، ولم يتم التعرف على هوية 1100 منها بعد.
من جانبه، صرح عمدة درنة عبد المنعم الغيثي أن عدد الوفيات في المدينة قد يصل إلى ما بين 18 ألفًا إلى 20 ألفًا، وذلك بناءً على عدد المناطق التي دمرتها الفيضانات.
تظهر الآن آثار الدمار بوضوح من النقاط المرتفعة فوق درنة، حيث أصبح وسط المدينة المكتظة بالسكان، والمبنية على طول مجرى نهر موسمي، هلالًا واسعًا مسطحًا من الأرض، يتخلله مساحات من المياه الموحلة التي تتلألأ تحت أشعة الشمس.
تتعقد عمليات الإنقاذ في ليبيا بسبب الانقسامات السياسية العميقة التي تعاني منها البلاد، حيث يبلغ عدد سكانها سبعة ملايين نسمة، وتفتقر إلى حكومة مركزية قوية، وتشهد حربًا متقطعة منذ الانتفاضة التي دعمتها حلف شمال الأطلسي وأطاحت بمعمر القذافي في عام 2011.
تتمركز حكومة الوحدة الوطنية المعترف بها دوليًا في طرابلس بالغرب، بينما تعمل إدارة موازية في الشرق، بما في ذلك درنة.
وصف رئيس الوزراء الليبي عبد الحميد الدبيبة، الذي يقع مقره في طرابلس، الفيضانات بأنها كارثة غير مسبوقة، في حين دعا رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي إلى تحقيق الوحدة الوطنية في مواجهة هذه الكارثة.
من جهة أخرى، ذكرت وسائل إعلام مصرية أن جثث العشرات من المهاجرين المصريين الذين كانوا ضحايا العاصفة في ليبيا وصلت يوم الأربعاء إلى بني سويف، على بعد حوالي 110 كيلومترات جنوب القاهرة.