قم بمشاركة المقال
الموت لا ينتظر أحد، فهو يطرق كل باب، ولا يستأذن بالدخول، فدخوله مفاجئ، ولا بد لنا من التأهب جيدًا لهذا اليوم. ومن الحسن حظ من يتعظ بموت الآخرين قبل أن يكون هو العبرة.
الموت، هذه الكلمة الصغيرة التي تحمل في طياتها الكثير، فهي تثير في النفس الخوف والرعب والحزن والضيق، فالموت هو نهاية للآمال والطموحات، فهو يأخذ منا الأحباب ولا يترك لنا سوى الذكريات.
اقرأ أيضاً
قصتنا اليوم تجري أحداثها في إحدى الشقق حيث يقيم أحد الشباب. كان الشاب مهتمًا بقضايا الخوارق والغيبيات، فكان لديه شغف لمعرفة الأشياء التي تتجاوز حدود الطبيعة.
كان يحب القراءة في هذا المجال، فكان يبحث دومًا في الإنترنت والكتب. وفي يوم من الأيام، جاءت فكرة إلى ذهنه وهي معرفة ما يحدث في القبر.فكر في وضع هاتفه في أحد القبور ليعرف ما يحدث هناك، وفي هذا الوقت، سمع أن جاره قد توفي. استغل الفرصة وقرر وضع الهاتف في قبره.
اقرأ أيضاً
ذهب مع الجنازة وساعد في نقل الجثة إلى القبر مع أهلها، ثم وضع هاتفه بجواره دون أن يلاحظ أحد. وعندما انتهى العزاء وعاد إلى المنزل، حاول الاتصال برقم هاتفه، وهنا حدثت الصدمة التي جعلته يسقط أرضًا.
فقد رن هاتفه مرارًا وتكرارًا دون أن يتلقى أي رد، ولكن في المرة الأخيرة قرر الشاب أنه حان الوقت لمعرفة من يكون المتصل. قرر أن يتحلى بالشجاعة ويفتح الهاتف بحذر، مشعرًا بالتوتر والفضول في نفس الوقت. وفور فتحه للهاتف، تفاجأ بصوت شخص يتحدث من الطرف الآخر.
اقرأ أيضاً
تساقطت الكلمات على الشاب كأمطار الخريف، ولم يستطع تصديق ما يحدث. فقد فقد توازنه وسقط على الأرض، يحاول استعادة توازنه الداخلي وتفهم ما يقوله المتصل. كانت الكلمات تتدحرج في أذنيه وتتلاشى في الهواء، ولم يكن يستطيع تجاوبها بسهولة. بعد بضع دقائق، بدأ الشاب في استيضاح ما حدث. اتضح أن حارس المقبرة قد سمع رنة الهاتف وقام بفتح باب المقبرة بحذر، متسائلا عن سبب الصوت الغريب في هذا المكان المهجور. وعندما وجد الهاتف، قرر أن يرد على المتصل نيابة عن الشاب.
كان الشاب ممتنًا لحارس المقبرة على حسن نواياه وتصرفه اللطيف. وبالرغم من ذلك، قرر عدم تكرار هذا الأمر مرة أخرى. فقد أدرك أنه يجب عليه أن يكون أكثر حذرًا في المستقبل وأن يحافظ على هاتفه بشكل أفضل.