أردني مصاب بمتلازمة الداون يرتكب جريمة غير متوقعة ويدخل السجن .. وهذا ما ينتظره !

ضبطت لجنة مكافحة التسول شاب ثلاثيني مصاب بمتلازمة داون وهو يتسول في منطقة الرصيفة على إشارة مستشفى الأمير فيصل الحكومي، حيث كان يملك ثمانية دنانير وسبعين قرشًا، وذلك بعد أن كانت قد ضبطته في مرات سابقة لنفس السبب. 

وحوّلت اللجنة الشاب المصاب إلى محكمة صلح جزاء الرصيفة رفقة اثنين من أقاربه من الدرجة الأولى نظرًا لتكرار الفعل؛ بتهمة "تسخير للغير لارتكاب فعل التسول"، حيث كشف القضاء أن المصاب هو عمهما، ليوجه مدير التنمية الاجتماعية كتابًا رسميًا يشير إلى وجود شبهة اتجار بالبشر واستغلال إعاقة عمهم، حيث تم إرسالهما إلى مفرزة البحث الجنائي للتوسع معهما بالتحقيق. 

وفي المحكمة أوضح ابن شقيق المصاب بمتلازمة داون المتهم الأول بقضية "التسخير" أنه قد حضر إلى الأردن منذ سنوات، حيث يسكن مع زوجته وأولاده، مشيرًا إلى أن عمه يعاني منذ الطفولة عجزًا في النطق، كما أنه يخرج كل يوم من المنزل إلى الشارع لأخذ صدقات من المارة. 

فيما قال آخر أنه يسكن في الرصيفة ويعمل في مجال البناء، منوّهًا إلى أن عمه يعاني من أمراض عقلية وهو من ذوي الإعاقة، ويقوم بالتعرض للمركبات والمارة في الطريق ويتلفظ بألفاظ نابية، مضيفًا أيضًا أنه غير متماسك نفسيًا وجسديًا، كما أن وزارة التنمية الإجتماعية تقوم بضبطه بين الحين والآخر ثم يطلقون سراحه، وأن والدته تقوم برعايته وتفقده والإشراف على طعامه. 

وبدورها برأت المحكمة المشتكى عليهما من جرم "تسخير الغير لارتكاب فعل التسول"، وذلك لعدم قيام الدليل القانوني بحقهما، في الوقت الذي صدر عن الشاب المصاب بمتلازمة داون تقرير من مستشفى المركز الوطني للصحة النفسية يؤكد إصابته بـ "تخلف عقلي متوسط الدرجة"، حيث أنه وبحسب التقرير يقدر عمره العقلي بعمر طفل في السادسة، وأنه غير مدرك لأقواله وأفعاله ولا يستطيع المثول أمام المحكمة، كما أن هذه الحالة خلقية منذ الولادة وليس لها علاج. 

وقضت المحكمة إعلان عدم مسؤولية الشاب الثلاثيني المصاب بمتلازمة داون، بالإضافة إلى وضعه تحت إشراف مراقب السلوك من سنة إلى خمس سنوات، على أنه ليس هناك ما يمنع المحكمة قبل ذلك من وضعه في المركز الوطني للصحة النفسية أو أي مأوى علاجي آخر لمعالجته من مظاهر السلوك الخطيرة على الأمن العام التي قد ترافق تخلفه.

كوثر

صحفي متعدد المواهب، يعمل في كتابة المقالات والأخبار في مجالات متنوعة مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

قم بمشاركة المقال