قم بمشاركة المقال
تسببت تصريحات الدكتور فاروق الباز -عالم الفضاء والجيولوجيا- عن تحرك شبه الجزيرة العربية باتجاه الشمال الشرقي بشكل كتلة واحدة ما بين إفريقيا وآسيا، في إثارة جدل واسع بين المتخصصين والمهتمين.
وقال الباز أن الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، أي في الشمال الغربي لشبه الجزيرة العربية، قد نتج عن حركة الأرض في هذه المنطقة بالكامل.
اقرأ أيضاً
وقد هاجم كثيرون الكلام الذي قاله الباز، كما وصفوه بــ «معلومات سطحية» لا تعتبر تفسير لما حدث، كما اتهمه آخرون بأنه متخصص في الفضاء، وتفكيره لا يخرج عن عموميات لا تثبت شيئًا ولا تنفي كحديث العرافين!
من جانب آخر تحدث الدكتور عبدالله العمري-رئيس الجمعية السعودية لعلوم الأرض- عن أسباب الزلزال الذي حدث وقال:
اقرأ أيضاً
"يُعَدُّ الزلزال الذي وقع في تركيا وسوريا يوم 6 فبراير 2023 زلزالًا طبيعيًا وليس اصطناعيًا، ولا يرتبط أيضًا بأي تفجيرات نووية، ولا للسدود أي دخل في مسبباته... ويلاحظ أنها أربع صفائح التقت تقريبًا في منطقة واحدة في شرق الأناضول، أدت إلى تفاقم الكارثة، وزيادة عدد الهزات الارتدادية على مدى شهر وشهرين، وأدى كذلك إلى حدوث الهزات الارتدادية على امتداد صدع البحر الميت، الذي يمتد طوله إلى الـ1000 كيلومتر، والمناطق المجاورة المتفرقة من الصدع".
كما شدد العمري على أن اتساع البحر الأحمر كان نتيجة حركة الصفائح وليس سببًا لحركتها، وأوضح ذلك بالقول:
اقرأ أيضاً
" الصفيحة العربية هي التي تشكل الحدود مع 3 لوحات رئيسة - الصفيحة الأوراسية، والصفيحة الإفريقية، والصفيحة الهندية، وتغطي ما يقرب من 6 ملايين كيلومتر مربع، وصافي حركتها باتجاه الشمال، ويحد الصفيحة العربية من الشمال الغربي فالق البحر الميت، ويمتد من الطرف الشمالي للبحر الأحمر حتى جبال طوروس في جنوب تركيا، ويحدها من الجنوب الشرقي فالق أوينز. وتتحرك الصفيحة العربية ناحية الشمال الشرقي، فيؤدي ذلك إلى اتساع البحر الأحمر وخليج عدن من جانب، ومزيد من الاصطدام عند جبال مكران وزاجروس وطوروس من الجانب الآخر. وهذا يفسر أسباب حدوث الزلازل عند حدود الصفيحة العربية.20 % من طاقة الزلزال قادمة... "
وأبدى العمري رأيه فيما قاله الباز عن حركة شبه الجزيرة العربية، قائلا:
" تتكون قشرة الأرض من حوالي 15 لوحًا ضخمًا، تسمى الصفائح التكتونية، التي تتحرك باستمرار، ليس في شبه الجزيرة العربية وحدها، وتُبنى المباني على هذه الألواح، ومع تصادم الصفائح باستمرار تتدافع وتشتبك ببعضها البعض، وتكون نقاط التقاء هذه الصفائح سلسلة من «الصدوع»، وتركيا منطقة نشطة «تكتونيًا»، إذ تتلامس وتتفاعل ثلاث صفائح تكتونية - صفائح الأناضول والجزيرة العربية وإفريقيا - وتتفاعل مع بعضها البعض..."
وأضاف العمري أن قرب المملكة من المناطق النشطة زلزاليًا في إيران وتركيا من ناحية الشمال الشرقي والبحر الأحمر، والدرع العربي من جهة الغرب والجنوب الغربي، وصدع البحر الميت التحولي شمالًا، يتطلب دراسة مواقع الزلازل بدقة عالية، بهدف الاستفادة منها في تحديد مناطق الخطر الزلزالي المحتمل.