قم بمشاركة المقال
سيدة سعودية ثرية، فاجأت العالم بزواجها من فتىً كانت قد ربته في الماضي، وبعد أن كان بمثابة ابنها أصبح زوجها. رغمًا عن أنها تكبره بـ26 عامًا.
حيث تقول مبررة سبب إقدامها على هذه الخطوة الجريئة: صدقوني أني لم أخطط لهذا الزواج ولم أرتب له لكني اضطررت له لأسباب كثيرة أهمها أني لم اتحمل أن افترق عن عبدالله وأصبح بعيدة عنه بعد أن كنت أرعاه وأعتني به وألاعبه عندما كان صغيرا، فمنذ أن كان في السابعة من عمره وهو يعيش معي في بيتي وأنا التي أناوله طعامه وأغير ملابسه واهتم بدراسته وكنت في تلك الفترة أعامله كأطفالي الذين خرجوا من بطني.
اقرأ أيضاً
تقول السيدة أن أهل عبدالله تعرضوا لحادث مروري وهم متجهين في رحلة سياحية إلى مدينة أبها، فتوفوا جميعهم ولم ينجو إلا هو، لينتقل بعدها إلى العيش مع جدته المريضة، ما جعلها تذهب إليها لتقدم واجب العزاء وتطلب منها أن تأخذ عبدالله لتربيه عندها خصوصًا مع علاقتها القوية التي ربطتها بوالدته، لكن الجدة اشترطت موافقة أعمامه، وهو ما تم في النهاية بعد عدة اتصالات، بسبب القرابة التي تجمعهم بزوج السيدة، لينتقل الطفل الصغير للعيش في منزلها منذ ذلك الوقت.
تكمل السيدة أنها كانت متزوجة من أحد أقرباء عبدالله وكان لديها طفلة، ثم رزقت بطفلين بعد مجيء عبدالله إلى منزلها، ليموت زوجها بعد ثلاث سنوات وتبقى هي في المنزل رفقة أبنائها وعبدالله كونها ثرية، وكان عبدالله يذهب إلى أعمامه ويزورهم أيامًا ثم يعود إليها، حيث كانت علاقتها به كعلاقة الأم بولدها، إلا أنه ومع تقدمه بالعمر وبلوغه سن المراهقة جاء أحد أعمامه وطلب منه أن ينتقل معه إلى منزله، كونه قد أصبح شابًا ولا يجوز له البقاء معها في نفس المنزل لأنه ليس من مراحلها، حيث تقول: كان وقوع هذه الكلمات علي أشبه بالزلزال، فقد كنت دائما أرى عبد الله كأحد أبنائي ولم أتصور أن يأتي يوم اضطر فيه إلى أن أغطي وجهي عنه أو أن أعامله كرجل غريب عني بعد أن كنت أحمله بين يدي وألاعبه في صغره، وأمام رغبة عمه لم يكن لي أو لعبدالله حق الاعتراض، فانتقل إلى منزل عمه وانقطع عني وعن أبنائي لمدة سنتين وكان في هذه الفترة يتصل بي ويشكو لي من عمه ومن أبناء عمه الذين يضربونه، ومع تعدد اتصالاته بي قررت أن أتصل بعمه وأطلب منه أن يسمح بعودته ليعيش معنا، وخطر في ذهني أن أقدم له بعض الإغراءات المادية بشكل غير مباشر نظير موافقته وذلك لعلمي أن حالته المادية كانت ضعيفة وأنا بحمد الله أمتلك الكثير من المال والعقارات التي ورثتها عن زوجي، وفعلاً نجحت خطتي هذه ووافق عمه على أن يعود عبدالله إلي بشرط أن تخصص له غرفه خارجية في المنزل.
اقرأ أيضاً
وتكمل السيدة أن ابنتها تزوجت بعد سنة من عودته إليها، ثم ذهب ابنها للدراسة في أمريكا وتبعه أخوه الآخر، لتبقى مع عبدالله في المنزل وحدهما، حيت تقول: وكان عبدالله في تلك الفترة هو الذي يتولى الإشراف على أعمالي وهو الذي يتابع تحصيل الإيجارات من العمارات التي كنت أمتلكها مع أبنائي، بل كان ساعدي الذي اعتمد عليه، وفي تلك الأيام صرح لي بأنه يود الزواج وطلب مني أن أبحث له عن فتاة، وأصدقكم القول أنني فرحت له كثيراً واجتهدت في البحث له، لكنني لم أوفق نهائياً فقد كان يرفض من العوائل التي يتقدم لها، وقد حاولت أن أغري هذه العوائل بالمال، حيث كنت أعدهم بمهر كبير في حال موافقتهم ولكنني لم أفلح، وفي أحد الأيام عندما كنت عائدة إلى المنزل برفقته أخذت أخفف عليه واعده بأنني سوف أجد له زوجة قال لي: «إذا لم أجد فتاة يا خالة سوف أتزوجك أنت» وقد قال لي هذه العبارة بأسلوب أقرب ما يكون إلى المزاح ولهذا لم أعر عبارته أي اهتمام، ومع مرور الأيام قال نفس العبارة لي في مناسبة أخرى فشعرت بأنه جاد في حديثه.
اقرأ أيضاً
وبعد أن وصلا إلى هذه المرحلة أصبحت السيدة تفكر بشكل دائم في هذه الفكرة لدرجة أنها حلمت بأنهما تزوجا في إحدى الليالي، الأمر الذي جعلها تدرك أن هذه رسالة من القدر، لتبدأ التفكير في المسألة بشكل جدي، كما أنها أدركت انه في حال تزوج من أخرى فسوف يخرج من منزلها، وهو مالا تريده بعد الحب الكبير الذي تحمله له، حيث لم تكن تطيق فراقه أبدًا، لتقوم بعد ذلك بعرض فكرة زواجها منه عليه.
وتتابع السيدة بقولها: فاتصلت على هاتفه الجوال وطلبت منه أن يدخل إلى داخل المنزل، حيث انه كان في تلك الفترة ما زال يقضي أوقاته في غرفة خارجية بحكم الشرط الذي وضعه عمه لنا في السابق، وعندما دخل طلبت منه الجلوس وأثرت معه موضوع بحثه عن فتاة يتزوجها. فقال لي بطريقة مازحة: قد ضجرت من رفض العوائل لي، وأنا أود الزواج بك، وعندما قال هذه العبارة استجمعت قواي وقلت له : إذا كنت جاداً فأنا موافقة. فأخذ يضحك ولكنني أوقفته وأعدت عليه العبارة مرة أخرى وقلت له: إنني جادة في حديثي معك وإنني أريدك زوجاً لي.
وتكمل السيدة قصتها بقولها: بداية توقف عن الضحك وأخذ ينظر إلي وهو مندهش ولكنني لم أمهله كثيراً فقلت له: إذا كنت تحبني فكل ما عليك هو أن تحضر مأذوناً لنتزوج، عند ذلك قال لي: أنا أحبك يا خالة لكنني أخشى أن يرفض عمي وأبناؤك هذا الأمر ثم إنك مثل والدتي. فقلت له: إنني لست مثل والدتك ومع أنني ربيتك إلا أنني امرأة غريبة عنك ويحق لنا أن نتزوج، كما أنني أخشى أن تبتعد عني إذا تزوجت. إضافة إلى ذلك ومن اجل أن أجعله يقتنع بالأمر فقد كذبت عليه وقلت له إن احد أصدقاء شقيقي قد تقدم لخطبتي من شقيقي ولكنه اشترط علي أن أخرجك من المنزل، وبعد أن سمع عبد الله هذا الحديث وافق على الزواج بي ولكنه طلب مني أن أحل مشكلة عمه وأبنائي خشيته أن يرفضوا زواجنا.
وبعد ان استطاعت اقناع عبدالله بالزواج منها واجهت مشاكلًا عديدة من أعمامه وأبنائها، لكنها استطاعت أن تقنعهم بأصرارها على قصة الزواج منه، حيث أقنعت عمه بالمال بشكل غير مباشر، وأقنعت أهلها بقصة زواج الرسول صلى الله عليه وسلم من خديجة عليها السلام، كما أوضحت لهم أن الدين يسمح بذلك، ليتم زواجهم بعد ذلك.
وعن هذه الحالة الغريبة قال الاختصاصي النفسي في وزارة التربية والتعليم، تركي السعيد: إن هذه الحالة غريبة جداً ويندر وقوعها في العالم كله وليس فقط في السعودية، لكننا عندما نبحث في الدوافع والمحفزات النفسية لتصرف هذين الزوجين نجد أنها من ناحية الزوجة تتلخص بأن لديها رغبة بالتملك بشكل قوي جداً ولهذا فإنها ترفض رفضاً قاطعاً خروج هذا الطفل الذي تحول في سنوات معدودة إلى شاب وترفض أيضاً أن ينتهي من حياتها وهذا بالمناسبة هو شعور كل الأمهات مع أبنائهن، خاصة الذكور، ولكن في هذه الحادثة فإنه وبحكم الضغوط النفسية الشديدة التي تعرضت لها هذه السيدة سواء من قبل أقاربها الذين يطالبونها بإخراجه من منزلها أو حتى من الألم النفسي الرهيب الذي تولد لديها، قد جعلتها تقدم على هذا التصرف دون خشية من أحد، وبالمناسبة فإن هذا التصرف الذي أقدمت عليه هذه السيدة هو ناتج عن ضغوط نفسية قريبة من الضغوط النفسية التي يتعرض لها من يقدمون على الانتحار، وأنا لا أقصد من هذا أن تصرفها هو مثل الانتحار، بل إن ما ارمي إليه هو فقط محاولة توضيح مدى اليأس الذي وصلت إليه وجعلها تقدم على الزواج من هذا الشاب. أما من ناحية الشاب فإنه يظهر لي أنه ما زال يشعر بطفولته ويود أن يعيش في كنف المرأة التي تولته بالرعاية والحنان وأعتقد أن تلك العبارات التي كان يطلقها ويصرح بها برغبته بالزواج من منى لم تكن تخرج بشكل عبثي حتى وإن كان يخرجها بشكل يعتقد من يسمعها بأنها مزاح، بل إن تفسيري لها هو انه عندما كان يرفض من قبل الفتيات التي يتقدم لهن كان يزداد الخوف لديه من النساء الأخريات ويحاول أن يستميل قلب منى عبر إطلاق هذه العبارات وذلك لكي يشعرها بأنها بمثابة الملجأ الآمن الوحيد له.
أما عن الرأي الشرعي فيقول الشيخ محمد الحسياني، إمام وخطيب جامع طارق بن زياد: إن الطريقة التي حصل بها زواج هذين الزوجين غريبة ومرت عبر قنوات متشعبة، فهذه المرأة كانت قد تولت عبدالله بالرعاية والتربية الاهتمام عندما كان طفلاً ومن ثم قامت بالزواج به ومع أن الدين الإسلامي بنصوصه القرآنية وأحاديثه النبوية لا يمنعهما منعاً صريحاً من الزواج إلا أن ظروف الزواج هي التي تجعل من مسألة تقبل فكرة الزواج بينهما غير مقبولة أو على الأصح غير مستحبة، فهذا الفتى اعتاد طيلة عمره أن يعتبر هذه المرأة كأنها أمه وتعامل معها وفق هذا المنظور فكيف سوف يتعامل معها على أنها زوجته؟ والجانب المخيف في هذا الجانب هو أن يستسهل البعض هذه المسألة ويلجأ الرجل إلى تربية فتاة يتيمة وعندما تكبر يتزوجها أو تقوم امرأة أخرى بتربية فتى يتيم ومن ثم تتزوجه مثلما حدث مع هذه المرأة وتصبح الغاية من التبني ليس طلب الأجر والثواب، بل من اجل تربية زوجة أو زوج للمستقبل. وأنا أنصح هذين الزوجين بضرورة إيجاد حل للمسألة التي وقعا بها وأن يستغفرا الله عما فعلاه كما أحذر المجتمع من الوقوع بمثل ما وقع به هذان الزوجان.