قم بمشاركة المقال
استمرت تقلبات أسعار النفط الخام متواصلة في مستهل الأسبوع، وسط دعم من خفض إنتاج "أوبك+" علاوة على الحظر المرتقب على الصادرات النفطية الروسية، مقابل ضغوط هبوطية متمثلة في ارتفاع الدولار وزيادة الإصابات مجددا في مدن صينية كبرى، ما جدد المخاوف على الطلب العالمي على النفط الخام.
وكان النفط الخام قد تلقى دعما سابقا نتيجة تجدد الآمال بأن الطلب الصيني ربما يكون على وشك الدخول في وضع الانتعاش لكن لا يزال الوضع غير مؤكد لأن حالات كوفيد آخذة في الارتفاع في أكبر مستورد للنفط في العالم.
وقال لـ"الاقتصادية"، محللون نفطيون إن شركات التكرير قد تحصل على مكافأة قصيرة الأجل من شراء خامات منخفضة كثافة الكربون ومع ذلك فإن أفضل ما يخدم مصلحة المصافي على المدى الطويل هو تقديم منتجات ذات كثافة كربونية أقل، موضحين أنه مع ارتفاع أسعار الكربون ستتطلع المصافي بشكل متزايد إلى شراء خامات منخفضة الكثافة الكربونية وإزالة الكربون من عمليات التكرير الخاصة بها.
وأكد روبرت شتى هرير مدير معهد فيينا الدولي للدراسات الاقتصادية، أن التقلبات السعرية متواصلة وهناك حالة عدم يقين بشأن وضع الفيروس خاصة في ضوء توقعات بأنه سينتشر بشكل أسرع في الشتاء، لافتا إلى أن النمو السريع لحالات الإصابة قد يجعل من المستحيل على الحكومة الصينية تعديل سياسة صفر كوفيد.
ولفت إلى أن اقتراب موعد الحظر النفطي على الإنتاج الروسي يجعل الأسواق في حالة ترقب وارتباك نسبي خاصة بعدما قالت جانيت يلين وزيرة الخزانة الأمريكية أن الولايات المتحدة لن تعاقب الهند على شراء الخام الروسي خارج سقف السعر الذي وضعته مجموعة السبع طالما امتنع المشترون الهنود عن استخدام خدمات التأمين والتمويل والشحن الغربية.
من جانبه، ذكر ردولف هوبر الباحث في شؤون الطاقة ومدير أحد المواقع المختصة، أن بيانات التضخم التى جاءت أفضل من المتوقع تبعث الأمل في سرعة تعافي وتوازن أسواق النفط، مشيرا إلى صعوبة وجود أي تكتل ينافس "أوبك+" وتدير المعروض النفطي وتتحكم في ثلث الإمدادات النفطية العالمية ولن تلقى أي هذه الدعوات الغربية نجاحا يذكر.
من ناحيته، قال ماثيو جونسون المحلل في شركة "أوكسيرا" الدولية للاستشارات، إن التصعيد الغربي مع روسيا ليس في مصلحة استقرار أسواق الطاقة، لافتا إلى وجود قناعة غير سليمة من جانب الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عندما افترضوا أنه مهما ألقوا بروسيا في طريق العقوبات وتجميد الأصول فإن روسيا لن تنتقم لأنها بحاجة إلى الأسواق الغربية، مبينا أن "أوبك+" تستطيع كتحالف الاستمرار كلاعب قوي في السوق دون بيع نفطها للغرب وليس العكس.
وأوضح أن تجنب ارتفاعات الأسعار التي تضر بالاقتصادات هو أمر بعيد عن سيطرة أي دول سواء متقدمة أو نامية، مشيرا إلى تسارع برامج تحول الطاقة في جميع دول العالم بما فيها الدول المنتجة للوقود التقليدي، لافتا إلى تأكيد شركة "وود ماكينزي" أنه يجب أن ينخفض الطلب بمقدار الثلثين من 100 مليون برميل في اليوم حاليا إلى 35 مليون برميل يوميا عام 2050.
بدورها، ذكرت ليز أكسوي المحللة الصينية والمختص بشؤون الطاقة، أن الطلب على النفط الخام ما زال قويا حتى الوقت الراهن بعد الانخفاض الحاد السابق الناجم عن فيروس كوفيد ورغم توقعات التباطؤ الاقتصادي بعد رفع أسعار الفائدة فقد يصل إلى مستويات قياسية في العام المقبل.
ولفتت إلى تزايد الضغط على قطاعي التنقيب والإنتاج والتكرير لإزالة الكربون من سلسلة قيمة النفط الخام حيث تتمتع المصافي الأكثر تعقيدا بقدرة معالجة أعلى لإنتاج منتجات ذات قيمة أعلى لذلك تميل إلى إنتاج مزيد من الانبعاثات، موضحا أنه بالنسبة لمنتجي النفط الخام سيؤدي إدخال تسعير الكربون إلى تسريع إجراءات إزالة الكربون من عمليات التنقيب والإنتاج.
وفيما يخص الأسعار، تراجع النفط أمس متأثرا بارتفاع الدولار بينما بددت زيادة الإصابات بفيروس كورونا في الصين الآمال في سرعة إعادة فتح اقتصاد أكبر مستورد للخام في العالم
سرعة إعادة فتح اقتصاد أكبر مستورد للخام في العالم.
وبحسب "رويترز"، تراجعت العقود الآجلة لخام برنت 91 سنتا أو 1 في المائة إلى 95.08 دولار للبرميل خلال التعاملات أمس، بعد أن سجلت عند التسوية ارتفاعا 1.1 في المائة يوم الجمعة.
كما هبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 95 سنتا أو 1.1 في المائة إلى 88.01 دولار للبرميل بعد الإغلاق في جلسة الجمعة مرتفعة 2.9 في المائة.
وارتفعت أسعار السلع الأساسية يوم الجمعة بعد أن عدلت لجنة الصحة الوطنية الصينية إجراءات الوقاية من فيروس كورونا ومكافحته لتقلل فترة الحجر الصحي للمخالطين عن قرب لحالات الإصابة والمسافرين الوافدين.
لكن الإصابات بكوفيد ارتفعت في الصين خلال بداية الأسبوع إذ أبلغت بكين ومدن كبيرة أخرى أمس عن تسجيل أعداد قياسية للإصابات.
من جانب آخر، ارتفعت سلة خام "أوبك" وسجل سعرها 94.84 دولار للبرميل يوم الجمعة مقابل 91.32 دولار للبرميل في اليوم السابق.
وذكر التقرير اليومي لمنظمة الدول المصدرة للبترول "أوبك" أمس أن سعر السلة التى تضم متوسطات أسعار 13 خاما من إنتاج الدول الأعضاء في المنظمة حقق أول ارتفاع عقب عدة انخفاضات متتالية وأن السلة خسرت نحو دولارين مقارنة باليوم نفسه من الأسبوع الماضي الذي سجلت فيه 96.15 دولار للبرميل