مجددًا أوبك تصدم الأسواق العالمية قد تذهب بحالة ركود عالمية غير مسبوقة وقرارها الأخير فاجأ الدول العظمى وهذه هي مبرراتها

في صدمة عنيفة جديدة لأسواق النفط تلقت الأسعار، يوم امس الإثنين، توقعات صادمة من منظمة أوبك، والتي تواصل تخفيض توقعاتها لنمو الطلب على النفط للعامين الجاري والمقبل.

جاءت التوقعات المتشائمة من جانب أوبك مع استمرار سياسة "صفر - كوفيد" الصينية والاضطرابات الجيوسياسية والنشاط الاقتصادي الضعيف في العالم

زيادة الخسائر

ومع صدور التقرير الصادم من أوبك، عمقت أسعار النفط من تراجعاتها الصباحية خلال تعاملات اليوم، تزامنا مع الضغوط التي يتعرض لها الخام مع ارتفاع الدولار.

ونزل خام برنت القياسي بأكثر من 1.1% وصولا إلى مستويات دون الـ 95 دولار للبرميل، بخسائر في حدود 1 دولار خلال هذه اللحظات من تعاملات يوم امس الإثنين.

بينما تراجع خام نايمكس الأمريكي الخفيف في حدود بوتيرة أكبر، فاقدًا 1.3% خلال هذه اللحظات نزولًا إلى مستويات دون الـ 88 دولار للبرميل.

40% هبوط

وخفضت منظمة الدول المصدرة للنفط أوبك توقعاتها لنمو الطلب على النفط للعام 2022 بمقدار 40%، من 4.2 مليون برميل يومياً كما في تقديراتها خلال يناير إلى 2.5 مليون برميل في تقرير نوفمبر الجاري.

وخفضت أوبك توقعات نمو الطلب على النفط في الربع الثالث والربع الرابع من العام الجاري.

جاء ذلك بينما رفعت أوبك توقعاتها لنمو الطلب في الربع الثاني من هذا العام على نحو طفيف، وسط زيادة أكبر من المتوقع للاستهلاك من قبل دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.

وفي تقرير شهر نوفمبر خفضت أوبك توقعات نمو الطلب على النفط للعامين الجاري والمقبل بنحو 100 ألف برميل إضافية.

100 برميل يوميًا

خفضت أوبك توقعات نمو الطلب العالمي على النفط لعامي 2022 و2023 عن التقديرات السابقة بمقدار 100 ألف برميل يومياً لكل منهما.

وفقًا لتوقعات المنظمة الجديدة يصبح من المتوقع نمو الطلب 2.5 مليون برميل يومياً و2.2 مليون برميل يومياً على التوالي.

صدمة العرض

وقالت أوبك إنه من المتوقع أن ينمو معروض الخام من الدول المنتجة خارج أوبك للعام الحالي بمقدار 1.9 مليون برميل يومياً، بانخفاض طفيف قدره 30 ألف برميل يومياً عن توقعات الشهر الماضي.

وعن توقعات العرض من الخام من الدول المنتجة خارج أوبك لعام 2023، قالت أوبك إنه من المتوقع أن يرتفع بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً.

سقف الأسعار

قالت وزيرة الخزانة الأمريكية اليوم الإثنين على هامش قمة مجموعة العشرين في بالي إن سقف فرض سقف لأسعار النفط الروسي سيكون "أمرًا مفيدًا للمشترين".

تقول يلين إن سقف أسعار النفط الروسي سيفيد الصين حيث أن مشتريات الصين من النفط الروسي "تتماشى تمامًا" مع خطط الدول الغربية لإبقاء الخام الروسي في السوق العالمية.

وأضاف وزير الخزانة الأمريكية ستستفيد بكين من آلية الحد الأقصى للسعر الجديدة التي ستفرض في ديسمبر

قيود الصين

تتضمّن قيود التخفيف التي أصدرتها الصين تقصير أوقات الحجر الصحي للمخالطين المقربين للحالات والمسافرين الوافدين لمدة يومين، بالإضافة إلى إلغاء عقوبة على شركات الطيران لجلب الركاب المصابين.

وقال الشريك الإداري في إس بي آي أسيت مانغمنت، ستيفن إينيس: "متداولو النفط يشيدون بأخبار تخفيف الإجراءات في الصين، إذ إن المفتاح لأسواق النفط هو الاستمرار في مراقبة التطورات من كثب لهذا الأمر، والمزيد من التغييرات الإيجابية الهامشية في موقف الحكومة الصينية من عدم انتشار كوفيد-19".

وأضاف أن التحرك نحو تحرير سياسة "زيرو كوفيد" سيوفر نقطة انطلاق لأسواق النفط، بالنظر إلى أن عمليات الإغلاق تضر بالحركة وأسعار النفط الخام أكثر من النشاط الاقتصادي.

وقالت مؤسسة أي.إن.جي في مذكرة إن "أحدث تخفيف في متطلبات الحجر الصحي هو بالتأكيد خطوة في الاتجاه الصحيح ولكن من المرجح أن تحتاج السوق إلى مزيد من التيسير إذا كان هذا الحماس الأخير سيستمر"

توقعات الأسعار

وقال محللون من هايتونغ فيوتشرز في شنغهاي: "توقعات أسعار النفط أصبحت أكثر حذرًا.. وبيانات مؤشر أسعار المستهلكين الأميركي ستؤثّر بشكل أكبر في توقعات السوق من المستوى الكلي، مما يزيد من معنويات السوق ".

قال المحلل في مصرف الكومنولث، فيفيك دار، إن الاتجاه الهبوطي حول ارتفاع مخزونات النفط الخام الأميركية ربما يكون مبالغًا فيه.

وأشار إلى أن مخزونات نواتج التقطير، والتي تشمل الديزل وزيت التدفئة ووقود الطائرات، تراجعت إلى أدنى مستوياتها في عقد من الزمن.

آلاء عبدالغفور

صحفي متعدد المواهب، يعمل في كتابة المقالات والأخبار في مجالات متنوعة مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

قم بمشاركة المقال