قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

سيناريو مخيف ومؤلم ينتظر هذه المنطقة في الهند لسبب لم يتوقعه أو يتخيله أحد في التاريخ، ومحاولات تفاديه تبوء بالفشل

سيناريو مخيف ومؤلم ينتظر هذه المنطقة في الهند لسبب لم يتوقعه أو يتخيله أحد في التاريخ، ومحاولات تفاديه تبوء بالفشل
نشر: verified icon آلاء عبدالغفور 10 نوفمبر 2022 الساعة 03:50 صباحاً

يتوقع أن تشهد الهند انفجارا في عدد سكان مناطقها الحضرية خلال العقود المقبلة، لكن مدنها غير قادرة منذ الآن على التعامل مع الوضع، فيما يرجح أن يزيد تغير المناخ من قسوة الظروف المعيشية.

وسجلت بومباي، التي تعد من كبرى مدن الهند، نموا في عدد سكانها بنحو ثمانية ملايين نسمة في الأعوام الـ30 الماضية، أي ما يعادل تقريبا سكان مدينة نيويورك بأكملها، ليصل تعدادهم إلى 20 مليونا.

ويتوقع أن يرتفع عدد سكانها بسبعة ملايين نسمة إضافية بحلول 2035، وفقا لـ"الفرنسية".

وعلى غرار مدن هندية كبرى أخرى، لم تتمكن البنى التحتية المرتبطة بالسكن والنقل وإدارة موارد المياه والنفايات من مواكبة النمو السكاني، إذ يقطن نحو 40 في المائة من السكان في عشوائيات.

ومع اقتراب عدد سكان العالم من ثمانية مليارات، معظمهم في البلدان النامية، يتكرر سيناريو الهند في مختلف دول العالم.

يقضي القاطنون في ضواحي بومباي ساعات على الطريق للوصول إلى أماكن عملهم، ويتشبث كثر بالأبواب في قطارات مكتظة، بينما يتنقل آخرون بواسطة سيارات أو دراجات نارية في طرق مليئة بالحفر وتشهد اختناقات مرورية وتغمرها مياه الفيضانات لدى هطول الأمطار الموسمية.

وفي أكبر حي عشوائي يدعى دهارافي، حيث يعيش مليون شخص، وصل محمد سارتاج خان من أرياف أوتار براديش عندما كان مراهقا ليعمل اليوم في مدبغة. وقال خان، الذي يبلغ من العمر الآن 35 عاما "كانت طفولتي في القرية رائعة. كانت بيئة تمنح شعورا بالسلام بخلاف الاكتظاظ هنا".

وأضاف "عندما أتيت إلى هنا، رأيت الناس يركضون كالنمل.. تماما كما يتحرك النمل ضمن مساراته رغم الحشود.. لا أحد يأبه بالآخر". لكنه يشير إلى أن "الناس لا يملكون المال" في قريته.

في البداية، كان يجني 6000 روبية (70 دولارا) شهريا في بومباي، لكنه اليوم يشغل آلة ويحصل على أربعة أضعاف هذا المبلغ، وهو أجر يرسل الجزء الأكبر منه لزوجته وأطفاله الذين نادرا ما يتمكن من تحمل تكلفة زيارتهم.

وتتوقع الأمم المتحدة أن يرتفع عدد سكان الهند من 1.4 مليار حاليا لتتجاوز الصين، وأن يصل العدد ذروته في ستينيات الألفية الحالية عند 1.7 مليار نسمة، قبل أن يتراجع إلى 1.5 مليار مع مطلع القرن المقبل.

وبحلول 2040، سيرتفع عدد سكان المدن الهندية بـ270 مليون نسمة، بحسب وكالة الطاقة الدولية، ما سيؤدي إلى ازدياد الانبعاثات من توليد الطاقة وقطاع النقل وإنتاج الفولاذ والأسمنت اللازمين لتوفير مساكن لهم. ويعد الاكتظاظ والبنى التحتية الرديئة والتلوث الشديد للهواء والمياه والضجيج جزءا من الحياة اليومية في المدن الهندية الكبرى.

وذكر تقرير حكومي العام الماضي أن نحو 70 في المائة من مليارات لترات مياه الصرف الصحي الناتجة عن المراكز الحضرية كل عام لا تعالج.

وكل شتاء، تشهد العاصمة نيودلهي التي تعد 20 مليون نسمة تلوثا ساما للهواء تسبب، بحسب دراسة أجرتها مجلة "لانسيت"، بنحو 17500 حالة وفاة مبكرة 2019.

ولا تتوافر المياه الجارية بشكل دائم بالنسبة لملايين سكان المدن الهندية، إذ يعتمدون على الشحنات التي توصلها الشاحنات أو القطارات. ويحفر سكان نيودلهي وغيرها آبارا عميقة مع تراجع مستويات المياه الجوفية.

ونفدت المياه في تشيناي (جنوب شرق) صيف 2019، في أزمة أرجعت إلى عدم هطول ما يكفي من الأمطار والتوسع الحضري في الأراضي الرطبة سابقا، في الوقت ذاته، تتكرر الفيضانات بشكل متزايد في المناطق الحضرية.

تشهد بنجالور، التي تعد مركزا للتكنولوجيا، اختناقات مرورية تعد من بين الأسوأ في الهند وشهدت فيضانات في أيلول (سبتمبر) ألقي باللوم فيها على عمليات البناء من دون تراخيص. ويتوقع أن تفاقم الكوارث الطبيعية المعاناة في المدن الهندية مع ارتفاع درجات حرارة الأرض وازدياد تقلبات الطقس. ويعتقد العلماء أن موسم الأمطار الموسمية السنوي بات أكثر اضطرابا وشدة، ما يتسبب بمزيد من الفيضانات وموجات الجفاف.

ويزيد ارتفاع درجات الحرارة من شدة الحر في موسم الصيف في الهند، خصوصا في المناطق الحضرية المليئة بالأسمنت الذي يحفظ الحرارة. وهذا العام، سجلت الهند آذار (مارس) الأكثر حرا في تاريخها. وبينما لم يؤثر كوفيد - 19 في العشوائيات الهندية بالقدر الذي كان البعض يتخوفون منه، إلا أن الاكتظاظ يعرض سكان هذه المناطق إلى الخطر في حال ظهور أوبئة مستقبلا.

وأشارت بونام موتريجا من مؤسسة السكان الهندية إلى أن زيادة الاستثمارات في الاقتصاد الريفي يمكن أن يحد من الهجرة إلى المدن، بينما يمكن لحوافز جديدة أن تشجع الناس على الانتقال إلى مراكز حضرية أصغر.

وقالت "الفقراء، وخصوصا المهاجرين في المدن، هم الأكثر عرضة لمخاطر التغير المناخي، سواء كانت تغيرات في الطقس أو الفيضانات أو الوظائف أو نقص البنى التحتية". وأكدت أن "على الهند أن تقوم بنقلة نوعية. بدلا من الشكوى، علينا أن نبدأ بالتحرك".

آلاء عبدالغفور

آلاء عبدالغفور

صحفي متعدد المواهب، يعمل في كتابة المقالات والأخبار في مجالات متنوعة مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد