قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

متغلبة على التشاؤم والمستقبل المظلم للاقتصاد العالمي هذه الدولة الخليجية ستلعب دوراً هاما في تحسين اقتصاد الكوكب

متغلبة على التشاؤم والمستقبل المظلم للاقتصاد العالمي هذه الدولة الخليجية ستلعب دوراً هاما في تحسين اقتصاد الكوكب
نشر: verified icon آلاء عبدالغفور 06 نوفمبر 2022 الساعة 05:30 صباحاً

ساد التشاؤم توقعات آفاق الاقتصاد العالمي أثناء تجمّع قادة الأعمال والتمويل في المملكة العربية السعودية الأسبوع المنصرم، لكن الدولة المضيفة كانت استثناءً جلياً للنظرة السلبية العامة.

تشهد المملكة أفضل أوقاتها الاقتصادية، إذ تتدفق أموال النفط لتدفعها نحو تحقيق أسرع معدل نمو في دول مجموعة العشرين التي تضم أكبر اقتصادات العالم

. وساد التفاؤل الملموس أروقة فندق "ريتز كارلتون" في الرياض، مع اختتام فعاليات مبادرة مستقبل الاستثمار، بأن اقتصاد السعودية إلى صعود.المؤتمر، الذي انعقد لمدة ثلاثة أيام، ركّز على إبراز التحول الاقتصادي في المملكة، إذ لدى ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الأموال اللازمة، أكثر من أي وقت مضى، لتحقيق هذا الهدف، بما يمثل تخطياً جذرياً لمرحلة شبه العزلة التي أعقبت مقتل الكاتب السعودي جمال خاشقجي عام 2018.

عزز الأمير محمد بن سلمان سلطته بشكلٍ ثابت عبر إحداث تحوّل تضمّن تخفيف قبضة هيئة الأمر بالمعروف، إلى جانب إطلاقه عام 2017 حملةً على الفساد في البلاد

. ومؤخراً أصدر الملك سلمان عبد العزيز أمراً ملكياً بأن يصبح ولي العهد رئيساً لمجلس الوزراء.الآن لدى السعودية أول فائض في الميزانية، ما يتيح تمويل المشاريع المحلية الضخمة، وتوجيه أموال صندوق الاستثمارات العامة البالغة 620 مليار دولار إلى مختلف الأصول حول العالم، وتعزيز نفوذها السياسي في المنطقة وخارجها.

قبل أسابيع قليلة من انتخابات التجديد النصفي في الولايات المتحدة، رفضت السعودية دعوات الرئيس الأميركي جو بايدن لزيادة إنتاج النفط لإبقاء الأسعار منخفضة. وبدلاً من ذلك قادت خطوة مع روسيا ودول أخرى لخفض إنتاج النفط، وهو قرار شوهد على نطاقٍ واسع في واشنطن على أنه تجاهل سيؤدي إلى عواقب.

العاصفة المثالية

يكمن وراء التباهي السعودي بالمنجزات الاقتصادية المحققة في الآونة الأخيرة تحدٍّ كبير، إذ لا تزال المملكة، التي تُعَدّ الفائز الأكبر من ارتفاع أسعار النفط، تسعى لإقناع العالم بأن لديها اقتصاداً متنوعاً بعيداً عن النفط يستحق الاستثمار فيه، فيما يتطلع معظم الذين سافروا إلى الرياض لحضور المؤتمر إلى بناء علاقات والفوز بعقود، وليس ضخ الأموال في البلاد.

لكن في الوقت الراهن، بينما يرسم المتحدثون في المؤتمر -بما في ذلك بعض كبار المصرفيين في البنوك الأميركية الكبرى- صورة قاتمة للتوقعات العالمية، تبدو السعودية وكأنها نقطة مضيئة.

المؤتمر تضمّن كثيراً من النقاش حول تأثير الغزو الروسي لأوكرانيا على ارتفاع أسعار الطاقة وإبعاد التحول الأخضر عن مساره، وعن التباطؤ الذي يشهده اقتصاد الصين ومعاناة أسواقها من الضغوط البيعية، ودفع البنوك المركزية العالم نحو الركود لدرء أزمة التضخم.

جون ستودزينسكي، نائب رئيس شركة "بيمكو" (Pimco) العملاقة لصناديق المعاشات التقاعدية في كاليفورنيا، يقول بهذا الخصوص: "إذا كنت تريد تحديد العاصفة المثالية، فقد بلغناها".في الوقت نفسه، نما الناتج المحلي في السعودية بنسبة 12.2% في الربع الثاني، وهو الأسرع منذ أكثر من عقد. وتوسع الاقتصاد غير النفطي -محرك خلق فرص العمل- بنسبة 8.2%.

كما انخفضت البطالة إلى 9.7% في هذه الفترة، فيما تراجعت بالنسبة للنساء السعوديات إلى 19.3%. وقد تبدو هذه الأرقام مرتفعة بالمعايير الخارجية، لكنها بالنسبة إلى المملكة الأدنى على الإطلاق، كما تُعَدّ زيادة مشاركة السيدات في القوى العاملة إحدى ركائز برنامج التحول الاقتصادي.

خطة ديناميكية

وزير المالية السعودي محمد الجدعان نوّه بأن "كثيراً من الأسواق حول العالم يتراجع اليوم، فيما ترتفع السعودية.. لقد خططنا طيلة سنوات لبرنامج تنفيذ ديناميكي حقاً، واليوم نشهد النتائج".

لا تزال الأوقات المثمرة تعتمد على الدخل النفطي الذي تحتاج إليه المملكة لتمويل انتقالها إلى اقتصاد بنموذج مختلف تماماً.

تُشير زينب الكفيشي، رئيسة الشرق الأوسط وأفريقيا في "إنفيسكو أسيت مانجمنت" في دبي، إلى أنه كان بإمكان السعودية الجلوس والاستمتاع بتحسن مستويات معيشة المواطنين بدعمٍ من أسعار النفط المرتفعة، "لكنهم اختاروا بدلاً من ذلك تنفيذ خطة إصلاح اقتصادي عاجلة

آلاء عبدالغفور

آلاء عبدالغفور

صحفي متعدد المواهب، يعمل في كتابة المقالات والأخبار في مجالات متنوعة مثل السياسة، الاقتصاد، الثقافة، والرياضة.

قم بمشاركة المقال

whatsapp icon facebook icon twitter icon telegram icon

المزيــــــد