قم بمشاركة المقال
حذرت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن من أنها "ستعيد تقييم" علاقاتها مع المملكة العربية السعودية بعد أن قرر تحالف "أوبك+" تقليص إنتاج النفط رغم التوسلات الأميركية. لكن الواقع يفيد بأن العلاقات شهدت تغيرات منذ سنوات.
طوال الأعوام القليلة الماضية، تأرجحت العلاقة بين حالة من العزلة النسبية خلال فترة ولاية الرئيس الأميركي الأسبق باراك أوباما، إلى العلاقة الودية في عهد الرئيس السابق دونالد ترمب، قبل العودة إلى نهج مصافحة قبضة اليد
نلقي فيما يلي نظرة عن كثب على الديناميكية المعقدة التي تشمل التجارة والطاقة ومبيعات الأسلحة والاستثمار بالشركات.
واردات الولايات المتحدة من النفط الخام
بينما استحوذت تجارة الطاقة على كثير من الاهتمام، فقدت المملكة العربية السعودية تفوقها كمصدر للنفط للولايات المتحدة منذ أعوام، وتراجعت حصتها أمام كندا، والمكسيك، وروسيا، وكان ذلك على الأقل قبل فرض الولايات المتحدة حظراً على الواردات عقب غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لأوكرانيا.مبيعات الأسلحة
جانب آخر من الاهتمام يتمثل في مبيعات الأسلحة. رغم ذلك، تراجعت البيانات بطريقة كبيرة بعد العمليات العسكرية للمملكة في اليمن ومقتل الكاتب الصحفي بصحيفة "واشنطن بوست" جمال خاشقجي سنة 2018.الأسلحة والوقود
تفوق الواردات الأميركية من النفط الخام السعودي مبيعاتها من الأسلحة للمملكة، ما يجسد الأهمية التجارية والاستراتيجية للبلاد. تعد المملكة العربية السعودية ثاني أكبر منتج للنفط على مستوى العالم بعد الولايات المتحدة حيث توفر 11% من إجمالي المعروض من النفط الخام حول العالم، ويمكن أن يكون لها تأثير ضخم على الأسعار من خلال عضويتها في منظمة "أوبك". تعتبر الولايات المتحدة، والصين، والهند أكبر 3 مستهلكين للنفط، كما في 2019، بحسب إدارة معلومات الطاقة.التجارة السعودية
تقوم المملكة العربية السعودية بعملية إعادة موازنة لمحفظة أصولها. تعتبر الصين حالياً أكبر شريك تجاري للبلاد وكثّفت المملكة من تجارتها مع الهند. كما روّجت السعودية في مؤتمر "مبادر مستقبل الاستثمار" الأخير بالرياض، لاستثمارات محلية ودولية، والتي يتم تمويلها جزئياً من خلال إيرادات بيع النفط بأسعار مرتفعة.الاستثمارات السعودية
تعد سوق الأسهم من بين المجالات التي دعمت فيها المملكة العربية السعودية علاقاتها مع الولايات المتحدة، حيث زادت حيازاتها من الأسهم مع تخفيض قيمة أرصدتها المعلنة من سندات الخزانة الأميركية.
يعد الأمير السعودي الوليد بن طلال أحد أكبر الممولين لصفقة استحواذ إيلون ماسك على شركة "تويتر"، حيث تعهد بنقل ما يقرب من 35 مليون سهم في "تويتر" في الصفقة من خلال شركة "المملكة القابضة" ومكتب الاستثمار العائلي.
دفعت تلك الصفقة السيناتور كريس مورفي، وهو نائب ديمقراطي عن ولاية كناتيكيت، إلى مطالبة لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة بمراجعة حصص الملكية السعودية في الشركة.
مسار جديد
تتمتع المملكة العربية السعودية بالشجاعة لوضع مسار مختلف عن العقود السابقة، حيث تحاول تنويع اقتصادها بعيداً عن عوائد النفط الذي ما زال يمثل 75% تقريباً من صادراتها. ربما تبعد هذه الحسابات المملكة عن الولايات المتحدة وتتجه بها صوب شركاء جدد.
في هذا الشأن تقول راشيل زيمبا، كبيرة الباحثين في مركز "الأمن الأميركي الجديد": "هناك اتجاه للحركة من جهة المملكة العربية السعودية- وبعض أقرانها– في محاولة للتحوّط بقدر أكبر قليلاً، ولتحقيق الاستقلالية نوعاً ما، وربما يتحركون بأساليب أقل اتساقاً مع الولايات المتحدة، لكن من الواضح أنهم ما زالوا يرون مصالحاً في الاستثمار بالولايات المتحدة، وأن هناك قيمة في استخدام الدولار الأميركي إلى وقتنا هذا، لكنهم يبحثون أيضاً عن بدائل أخرى".