قم بمشاركة المقال
كانت الفتاة في الصف الأول الثانوي، وتميزت بتفوقها في الفصل. لم تكن تفكر في ذلك الوقت سوى الاهتمام بدراستها ونجاحها في الاختبارات، وكيفية تفوقها على زميلاتها في ذلك العام.
ولكن لم يكن أحد من أفراد عائلتها يهتم بكل ما تقوم به في دراستها ولا بمستواها الدراسي. ومع ذلك، استمرت هذه الفتاة في التقدم والتفوق، ولم يؤثر إهمال أفراد عائلتها في تعليمها على إرادتها في النجاح. وفي هذا الوقت، حدثت مشاكل بين أحد الجيران وزوجته، وتطورت الأمور إلى حد الطلاق. ونظرًا لقرب هذا الجار من والد هذه الفتاة، قررت الفتاة أن تقف بجانبه بقوة.
اقرأ أيضاً
وبعد أن قام هذا الجار بطلاق زوجته، أراد والد الفتاة أن يواسيه ويخرجه من التفكير في زوجته عندما علم أن الجار يحتاج إلى الزواج، قرر والد الفتاة أن يعطيه ابنته. فرح الجار بشدة وأخبر الأب ابنته على الفور وأخبر أمها. ومع ذلك، رفضت الفتاة بشدة وبكت بعمق وصرخت بأنها لا ترغب في الزواج وتريد مواصلة تعليمها. ولكن لم يهتم الأب بكلام ابنته، بل هددها بالضرب إذا استمرت في هذا الموقف. وبعد أقل من أسبوع، تم التجهيز للعرس رغم رفض الفتاة. فأجبرت الفتاة على قبول الزواج وهي تبكي وتتألم من موقف أبيها وجميع أفراد عائلتها.
اقرأ أيضاً
في تلك الليلة القاتمة، بعد رحيل أهل العروس والعريس، وجدت نفسها وحيدة في غرفتها، تتخبط في حيرة وألم شديدين. لم تكن تهتم بما يجري، فقد كان يعشقها ومغرمًا بها، ولذا لم يكن يلتفت إلى معاناتها. قضت الفتاة شهرًا مريرًا في فندق مع زوجها، حاولت جاهدة أن تقبل واقعها وتتعايش معه بلطف، رغم عدم رغبتها السابقة في هذا الزواج. ولكن، بينما تسعى الفتاة لتحسين العلاقة بينهما، يتزايد سوء معاملته لها، ويتصاعد الألم في قلبها. وفي لحظة مفاجئة، بعد مرور شهر ونصف، قرر
اقرأ أيضاً
زوجها أن يغادر المنزل دون أن يخبرها. ترك لها رسالة قصيرة تفيد بأنه يعمل في إحدى المدن المجاورة، ولم يتصل بها منذ ذلك الحين. مرت الأيام والشهور، وهي تنتظر بصبر وتحاول أن تظهر بسعادة مزيفة. بعد مرور سنة، تلقت الفتاة خبرًا مروعًا من أقرباء زوجها، أخبروها أنه لم يعد يرغب فيها، وأنه يعتزم الزواج من امرأة أخرى. صدمت الفتاة بهذا الخبر،
ولكنها حاولت أن تظهر قوة أمام الجميع. وبعد عام ونصف، اتصل زوجها بها ليخبرها بأنه لم يعد يحبها وأنه سيتزوج قريبًا من امرأة أخرى. انهارت الفتاة ودخلت في حالة نفسية سيئة، فقد تركت دراستها ودمرت مستقبلها وأحلامها. لم يكن هناك أحد يقف بجانبها في هذه اللحظة الصعبة، حتى أهلها الذين تسببوا في هذه الكارثة لم يكونوا موجودين لدعمها. استمرت الفتاة في معاناتها وحاولت تجاوز الجروح، وقررت أن تستأنف دراستها من جديد، وحتى اليوم، تعاني من الألم الذي تسببت فيه أهلها وزوجها، ولم يأتِ أحد لتقديم الدعم والمساعدة.