قم بمشاركة المقال
تشهد الأيام القادمة بزوغ نجم سهيل، وهو أحد أشهر النجوم عند العرب. يُعتبر سهيل ثاني ألمع نجم بعد نجم الشعرى، ويُمكن رؤيته حتى بزوغ الفجر. فما هي دلالات بزوغه في هذه الفترة من العام؟
أوضح الباحث الفلكي حمد السكيتي أن شهرة سهيل تأتي بسبب لمعانه الشديد ووضوحه وتميزه عند رؤيته. يُبزغ النجم فجرًا في الجهة الجنوبية الشرقية، ويتزامن مع ظهور علامات تُميزها أجدادنا. من هذه العلامات قرب انتهاء فترة القيظ وبدء برودة الأجواء بعد انكسار الحرارة الشديدة.
اقرأ أيضاً
وأضاف السكيتي أن الأجواء في فترة ظهور سهيل ولمدة أربعين يومًا تكون متذبذبة بين الحرارة والبرودة حتى تستقر، ويبدأ بعدها فصل الشتاء. تتكاثر في هذه الفترة رغبة الناس في الخلوات والتخييم والرحلات البرية، حيث تصبح السماء والأجواء صافية ومريحة للعين للاستمتاع بأجواء الليل ومشاهدة النجوم في السماء.
وذكر السكيتي أن أجدادنا كانوا يميزون أيضًا بزوغ سهيل، فمنهم من كان يضع وعاءًا ماء في الخارج للوضوء لصلاة الفجر، وعند قرب بزوغ سهيل يميل الماء إلى البرودة الشديدة عما كان عليه. وقد تعارفوا على قولة "من يبزغ سهيل يبرد الماء والليل".
اقرأ أيضاً
وأضاف: ليس هذا فقط، بل يمكن أن يُعزى نشاط الرياح الجنوبية الشرقية في الصباح الباكر إلى نجم سهيل، بالإضافة إلى تأثير التيارات الهوائية المحملة بالأمطار. وبالتالي، يصبح من الصعب تحديد وقت سقوط الأمطار في اليوم، وتسمى هذه الأمطار بشكل محلي "هماد الفرض"، حيث تتزامن مع حصاد ثمار نخلة الفرض. وتتسبب الرياح الهابطة العنيفة، التي تنجم عن السحب الركامية المحلية، في حالات من الرياح الهابطة المعروفة بـ "هماد الفرض".
وفي الختام، أشار الباحث الفلكي إلى أن المزارعين يلاحظون ظهور طيور الدوري بكثرة في وقت ظهور نجم سهيل، وهجرتها من أراضي سلطنة عمان. ويمكن رؤية ذلك عند غروب الشمس أو شروقها.